بسم الله الرحمن الرحيم
شهد القرن الميلادي الحالي تدهوراً ملموساً لمواطن الحياة الفطرية الطبيعية. كما شهد انقراض أنواع فطرية عديدة من الأحياء نتيجة للرعي الجائر والصيد غير المنظم والتطور التنموي في الزراعة والصناعة والعمران والمواصلات… ليس فقط في المملكة العربية السعودية بل في مناطق كثيرة من العالم. والمملكة العربية السعودية هي موطن لكثير من الأحياء الفطرية التي تمتاز بها شبه الجزيرة العربية. وتشير الدراسات الجيولوجية إلى أنها شهدت فترات غير قصيرة في العصور السابقة كان الغطاء النباتي فيها كثيفاً نتيجة للنسبة العالية من الأمطار آنذاك؛ ونتيجة لتغير المناخ وزحف الصحراء والممارسات البشرية الخاطئة تغيرت البيئة الطبيعية واختفت أنواع عديدة من النبات والحيوان. وعلى الرغم من ذلك لا تزال المملكة تضم مجموعة مميزة من الحيوانات الفطرية التراثية كالمها العربي وأنواع الظباء والوعل وأنواع عديدة من الطيور وكذلك النباتات البرية النادرة والهامة في إنماء المراعي الطبيعية بالإضافة إلى أهميتها الطبية والصناعية. ولقد بادرت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بإنشاء الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بموجب المرسوم الملكي رقم م/22 بتاريخ 12/9/1406هـ كهيئة مستقلة ترتبط إدارياً برئيس مجلس الوزراء وتعنى بتصحيح السلبيات التي تعرضت لها المَوَاطن الطبيعية في البلاد ومن ثم المحافظة على الحياة الفطرية وإنمائها. ومنذ إنشاء الهيئة في 1406هـ (1986م) ما لبثت أن أقامت المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية في نفس عام مولدها ثم مركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية في عام 1987م. وتوالى بعد ذلك إنشاء المناطق المحمية والوحدات الأخرى التابعة للهيئة والتي لا تكاد تخلو واحدة منها من أنشطة الإعلام والتوعية البيئية.
<<====== أهداف الهيئة ======>>
1- تسعى الهيئة إلى المحافظة على الحياة الفطرية بكافة أشكالها الطبيعية واستعادة نماء وازدهار الأنواع والمواطن المتدهورة في المملكة وذلك من خلال
2- اقتراح إقامة المناطق المحمية واستصدار التشريعات الخاصة بالحماية
3- تشجيع وإجراء البحوث العلمية في مختلف حقول علوم الأحياء وخاصة ما يتعلق منها بالنباتات والحيوانات التي تعيش في البيئات الطبيعية
4- زيادة الاهتمام بالقضايا البيئية المتعلقة بالحياة الفطرية ومحاولة إيجاد حلول مناسبة لها عن طريق عقد اللقاءات والندوات والمؤتمرات المحلية لمناقشتها من قبل المتخصصين في هذه المجالات
5- مسح شامل للمعرفة الحالية ونتائج البحوث المتعلقة بالحياة الفطرية والمواطن الطبيعية في المملكة العربية السعودية سواء تلك المنشورة في مختلف مصادر المعلومات المحلية والعالمية أو غير المنشور منها
6- تطوير وتنفيذ خطط ومشروعات تهدف إلى المحافظة على الحياة الفطرية وتنميتها في مواطنها الطبيعية عن طريق إقامة مناطق محمية وملاذات للحياة الفطرية في المملكة العربية السعودية وتطبيق الأنظمة والتعليمات الخاصة بتلك المناطق
7- التعاون مع مختلف الوزارات والهيئات الوطنية من حكومية وغير حكومية وكذلك مع الأفراد والهيئات العالمية لتحقيق هذه الأهداف
<<====== المناطق المحمية ======>>
بلغ عدد المناطق المحمية التي تمثل مختلف النظم البيئية الطبيعية في المملكة خمسة عشر منطقة ، هي : محمية حرة الحرة، محمية الخنفة، محمية الطبيق، محمية الوعول، محمية محازة الصيد، محمية جرف ريدة، محمية فرسان، محمية عروق بني معارض، أربعة ملاذات لإعادة التوطين، هي : التيسية، الجندلية، نفود العريق، وسجا وأم الرمث (معلنة بقرار مجلس الوزراء رقم 77 وتاريخ 2/6/1417هـ) بالإضافة إلى محميات جزيرة أم القماري، مجامع الهضب، الجبيل للأحياء البحرية. يجري تشغيل هذه المناطق المحمية بواسطة جهاز إداري وفني يشمل منسقاً علمياً لكل محمية ورئيساً لفريق الجوالين الذين يقومون بمهمة المراقبة الأرضية لرصد الأحياء الفطرية في المحمية ومنع المخالفات والتجاوزات ويعاونهم في ذلك فريق المراقبة الجوية. وأعدت الهيئة بالتعاون مع الاتحاد العالمي لصون الطبيعة (IUCN) خطة وطنية لمنظومة المناطق المحمية تهدف إلى إقامة شبكة وطنية من المناطق المحمية يصل عددها إلى 103 منطقة تمثل كافة النظم البيئية البرية والبحرية الموجودة في المملكة؛ وتهدف بصورة رئيسية إلى الحفاظ على التنوع الإحيائي فيها
أدناه خريطة تبين المناطق المحمية في المملكة العربية السعودية
ممسوحة من دليل هوة الرحلات البرية
~*¤ô§ô¤*~ محمية حرة الحرة ~*¤ô§ô¤*~
هي أول المحميات التي أقامتها الهيئة، وتقع شمال غرب المملكة مع حدود المملكة الأردنية الهاشمية، وتمتد شرق وادي سرحان، وتبلغ مساحة هذه المحمية 13775 كيلومتراً مربعاً. يتألف سطح هذه المحمية من هضبة بركانية تكثر فيها الصخور البازلتية السوداء اللون إضافة إلى مجموعة من الجبال البركانية المنخفضة التي يتراوح ارتفاعها بين 800 - 1150م. وتمتاز المحمية بتنوع غطائها النباتي الذي يتألف من نباتات معمرة وحولية تكثر عادةً في مجاري السيول وعلى جوانبها. ومن أهم الأشجار فيها الطرفا والأثل والأرطي والعوسج. كما توجد العديد من الشجيرات والأعشاب الحولية. ومن أهم الحيوانات الموجودة في هذه المحمية غزال الريم وغزال الإدمي، الذئب، الثعلب العربي، ثعلب الرمال، الضبع المخطط، الأرنب البري واليربوع. كما توجد الحبارى وأنواع كثيرة من الطيور المستوطنة والمهاجرة تشمل النسر الذهبي والكروان العسلي وتسعة أنواع من القنابر بالإضافة إلى عدد من الزواحف
~*¤ô§ô¤*~ محمية الخنفة ~*¤ô§ô¤*~
تقع محمية الخنفة في شمال المملكة العربية السعودية على الحافة الغربية لصحراء النفود الكبير شمال مدينة تيماء، وتبلغ مساحتها 20450 كيلومتراً مربعاً. وتمتاز باحتوائها على تضاريس تتألف غالباً من الحجر الرملي مع وجود جبال يصل ارتفاعها إلى 1141م وتلال وهضاب وأودية وشعاب وخباري ورمال. ومن أهم أشجار المحمية الطلح والأرطي والغضى والأثل بالإضافة إلى كثير من الشجيرات والأعشاب والحشائش. أما الحيوانات الموجودة فيها فأهمها غزال الإدمي مع أعداد قليلة من غزال الريم. بالإضافة إلى الثعالب والأرانب البرية واليرابيع وأنواع من الطيور المستوطنة والمهاجرة والزواحف.
~*¤ô§ô¤*~ محمية الطبيق~*¤ô§ô¤*~
تقع محمية الطبيق في شمال غرب المملكة مع حدود المملكة الأردنية الهاشمية وتبلغ مساحتها 12200 كيلومتراً مربعاً. وتمتاز بالوعورة حيث توجد جبال الطبيق في الجهة الغربية والوسطى يصل ارتفاعها إلى 1388 متراً بالإضافة إلى الأودية والشعاب والخباري. وتكثر على السطح الصخور الرسوبية الرملية والجيرية وتوجد بعض المناطق الرملية في الجهة الشرقية من المحمية. توصف المحمية بفقر غطائها النباتي نتيجة للرعي الجائر وقطع الأشجار فيما عدا الأودية التي تكثر فيها أشجار الطلح والعوسج وبعض الشجيرات والأعشاب. ويعتبر الوعل من أهم حيوانات المحمية، كما توجد أعداد قليلة من الغزال والذئاب والثعالب والأرانب البرية إضافة إلى بعض أنواع الزواحف والطيور المستوطنة والمهاجرة
~*¤ô§ô¤*~ محمية الوعول ~*¤ô§ô¤*~
تقع محمية الوعول في المنطقة الوسطى من المملكة، جنوب الحريق وغرب حوطة بني تميم، وتبعد عن الرياض 180 كيلومتراً، وتبلغ مساحتها 2369 كيلومتراً مربعاً؛ وهي عبارة عن هضبة كبيرة وعرة ضمن سلسلة جبال طويق تتخللها العديد من الأودية والشعاب وبعض المناطق الرملية. ويصل ارتفاع الحواف الغربية للجبال إلى 1097 متراً. تكثر أشجار الطلح والسمر والسلم والسدر والغضى بصورة خاصة في أودية المحمية. كما توجد الشجيرات والأعشاب والحشائش في الأودية الصغيرة والشعاب وتنمو بشكل جيد بعد هطول الأمطار. وقد كان السبب الرئيسي لحماية هذه المنطقة احتواؤها على قطيع صغير من الوعول بحالته الفطرية الذي سرعان ما ازداد عدده بعد الحماية. تم إعادة توطين غزال الإدمي فيها عام 1990م. وبالإضافة إلى ذلك يوجد في المحمية الوبر بأعداد جيدة وكذلك الثعالب وعدة أنواع من القوارض والطيور التي من أهمها الحجل الرملي وعدد من الزواحف
~*¤ô§ô¤*~ محمية محازة الصيد ~*¤ô§ô¤*~
تقع محمية محازة الصيد في المنطقة الغربية من المملكة وتبعد حوالي 180 كيلومتراً شمال شرق مدينة الطائف وتبلغ مساحتها 2190 كيلومتراً مربعاً وهي محاطة بسياج يبلغ محيطه 220 كيلومتراً. يتألف غطاء المحمية النباتي من حشائش قصيرة تتخللها مجموعات متفرقة من أشجار السمر والسرح بالإضافة إلى بعض النباتات الصحراوية مثل الرمث والعوسج والثمام. وقد أنشئت المحمية بهدف إعادة توطين المها العربي فيها فأطلقت 17 مهاة في بداية عام 1990م تبعها إضافة مجموعات أخرى صغيرة. وقد تكاثرت هذه الحيوانات بنجاح ويقدر عدد أفرادها في المحمية هذا العام بنحو 245 رأساً. كما أعيد توطين غزال الريم فيها خلال عامي 1990 و1991م تقدر بنحو 700 رأساً، والحبارى بنحو 180 طائراً، والنعام بنحو 25 طائراً. ومن أهم حيوانات المحمية الثعلب العربي والثعلب الرملي والقط الرملي وعدة أنواع من القوارض بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الطيور أهمها النسر الأصلع والنسر الأسمر والرخمة المصرية وكذلك عدة أنواع من الزواحف.
~*¤ô§ô¤*~ محمية ريدة ~*¤ô§ô¤*~
تقع محمية جرف ريدة جنوب غرب المملكة في جبال السروات وتبعد حوالي 20 كيلومتراً شمال غرب أبها وتبلغ مساحتها 9 كيلومترات مربعة تقريباً. ويعتبر جرف ريدة جزءاً من الدرع العربي الذي يتكون بدرجة رئيسية من صخور نارية متحركة. والمنطقة عبارة عن منحدرات شديد تغطيها نباتات كثيفة تسودها أشجار العرعر. وهناك العديد من الروافد المائية التي تنحدر من أعلى الجرف وتصب في شعيب ريدة. وتمتاز هذه المحمية بكثافة غطائها النباتي وتنوعه حيث توجد في أعلى الجرف غابات العرعر يليها إلى الأسفل نباتات العثم وعدة أنواع من الصبار. أما الشعاب فتحتوي على نسبة عالية من التنوع والكثافة في الغطاء النباتي. ومن أهم الحيوانات التي توجد في هذه المنطقة البابون والذئب والثعلب والضبع المخطط والنمس أبيض الذنب والوشق والوبر. وتعتبر هذه المحمية موطناً لتسعة أنواع من الطيور المتوطنة في الجزيرة العربية وأهمها الدرج العربي أحمر الساق ونقار الخشب العربي بالإضافة إلى عدة أنواع ذات أصول شرق أفريقية مثل أبو معول الرمادي والسبد الأفريقي وأبو مطرقة والشقراق الأثيوبي وآكل النحل الأخضر الصغير.
يتبع 777